تقرير : زمزم خاطر 

كتم / 9 يونيو

 ما حدث في كتم لم يكن حربا بين الجيش والدعم السريع..

 مقتل حافظ داؤد والتمثيل بجثة أحد حراسه سبب رئيسي في الهجوم على كتم من القبائل العربية..

 معسكر كساب للنازحين ،قتل وتشريد وإغتصاب أليس هناك مسؤول عنا؟

 إفقار ممنهج ودمار لعرق الشباب.. 

 إغتصاب فتيات ونساء وإختطاف أطفال.. 

 النساء شاركن في عمليات النهب والسلب ..

 التطهير العرقي وما حدث في العام ٢٠٠٣ يتكرر ..

(٣٢) شهيد وعدد من الجرحى والمصابين 

 الأوضاع الأمنية والإنسانية مذرية..

 تدمير كامل للمؤسسات والمنظمات والمراكز الصحية.. 

 مدخل تعريفي..

تبعد محلية كتم حوالي ١٠٦ كلم عن مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور .

يقدر عدد سكانها بحوالي ١٢٠ ألف نسمة ،وتعتبر سودان مصغر بسبب تركيبتها الإجتماعية المتنوعة .

يحترف السكان الزراعة والرعي والتجارة .

بها معسكرين للنازحين (كساب _ فتا برنو).

 أحداث مؤسفة.

في يوم السبت الموافق ٣ يونيو شهدت مدينة كتم ومعسكر كساب للنازحين أحداث مؤسفة وهجوم راح ضحيتها عدد من الأبرياء وسقط بعضهم جرحى ومصابون ، وتم نهب السوق وحرقه ونهب البيوت وعربات المواطنين والمؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية ولم تسلم حتى الدواب والدجاج.

 بداية الشرارة 

في يوم الإثنين الموافق ٢٩ مايو تم قتل العقيد حافظ داؤد وأحد حراسه بسوق مدينة كتم .

جاءت الأنباء تؤكد توتر الأوضاع بالمدينة ومحذرة من إنفجار الأوضاع وردود الأفعال وضرورة تدخل العقلاء لإحتواء الأزمة قبل إنفجارها

 إجتمع السيد والي ولاية شمال دارفور بلجنة الوساطة والحكماء لتنويرها عن الأحداث في مدينة كتم ، وأقر الحضور بضرورة التدخل لإحتواء الأزمة قبل إنفجارها وتم تكوين لجنة مصغرة من أبناء كتم برئاسة الملك شريف ادم طاهر إلا أنه قبل التحرك وقعت الأحداث وسبق السيف العزل.

في اليوم الثاني لأحداث كتم تنادى نفر كريم من أبناء كتم بالفاشر وعقدوا إجتماعا مطولا خرجوا منه بضرورة الوقوف مع الأهل ، وفي اليوم الثاني عقدوا إجتماعا مع السيد والي ولاية شمال دارفور الذي أقر بضرورة إرسال قوة من الحركات لإستتباب الأمن ووفد للوقوف على الحقائق .

 تحرك الوفد

عند ظهر يوم الجمعة الموافق ٩ يونيو تحرك الوفد برئاسة المدير التنفيذي وضم الوفد ستة أعضاء من اللجنة الشعبية لأبناء ( كوادر طبية ،إعلام ،منظمات مجتمع مدني) وقوة من حركة تحرير السودان ، المجلس الإنتقالي بقيادة العميد الصادق جكتر ، وقوة من الدعم السريع بقيادة م أ ميرغني.

في تمام السادسة مساء وصلنا إلى كتم وعند المدخل وفي بداية حي الزريبة رأينا أفواجا من الرجال و النساء والأطفال بعضهم واقف ينظر إلينا في دهشة وبعضهم يجلس على الطرقات في منظر بائس وكئيب والاخر يحمل الصرر والبقج وأخرون يسندون العجزة وكبار السن المحمولون على ظهور الدواب .

تفرستُ في بعض الوجوه التي كنت أعرفها من الرجال والنساء وقد تغيرت ملامحها من آثار الحرب والنزوح والمآسي فكنت أنادي يا فلان/ة حتى أتأكد وعندما يجيب او يلتفت كنت أفرح لرؤيته بخير ، هذا المشهد مستمر على جانبي الطريق حتى وصولنا لمدرسة الريفية الثانوية ، حزنتُ كثيرا عندما رأيتُ صبيات حيي وبعض من أسرتي وهن متكئات على السور ضمن فتيات كثيرات هربن من عدم الأمان بالأحياء الجنوبية.

وصلنا حي الإستقلال وتكرر ذات المشهد ، مشهد النساء زرافات ووحدانا وخلفهن الأطفال وعلى رؤوسهن (البقج) والدواب التي تتحرك ببطء من جوعها وتعبها.

أمام حوادث مستشفى كتم وجدنا أمامنا أسرة تحمل مريض على كارو حمار لإسعافه في منظر يتفطر له القلب.

عرج بنا قائد الطوف ووقف أمام قوة ترتكز في باب المستسفى ، إستأذنهم بالدخول فسمحوا لنا ، وبالقرب من مبنى مركز العزل تم إستضافتنا من قبل قائد القوة وهو برتبة نقيب ، وجدنا المدير الطبي للمستشفى د أحمد نيل ومدير التأمين الصحي د أحمد موسى كذلك ورحبوا بنا أيما ترحاب.

المدير التنفيذي لمحلية كتم إسماعيل رابح رئيس الوفد ، عرف نفسه ووفده وشرح أسباب الزيارة ، وبالمقابل سمعنا تقرير عن الوضع الامني والإنساني والصحي ، وتم تسليم أدوية الطواريء وبعض المعينات للمدير الطبي ورفعت الجلسة لصباح اليوم الثاني للقاء قائد الحامية العقيد علي حامد واللجنة الشعبية التي تكونت بعد أحداث كتم.

قضى الوفد ليلتهم بميز الأطباء ، أما أنا فغادرت إلى منزلنا بعد شد وجذب بصحبة قائد الطوف .

أسدل الليل أستاره وصمتت مدينة كتم صمت رهيب كسره صوت المطر وأضاءت ظلمتها البروق التي تشلع.

وصلت منزلنا وظللت أطرق في الباب حتى أصبت بالإحباط خوفا من ألا يكون هناك أحد برغم إنارة المنزل وبعد أن زادت هطول الأمطار إضطر أحدهم لتسلق السور وحينها خرجوا علي أهلي وجيراني الذين كانوا معهم بالأسلحة البيضاء فصرخت أنا زمزم قبل أن يقضوا علي .

وللحديث بقية

ألتقيكم في الجزء الثاني..