في خطوة مفاجئة ومع استمرار الصراع في السودان، أصدر محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع، تعليمات استثنائية تهدف إلى تعزيز حماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. جاءت هذه التعليمات من خلال تغريدة نشرها حميدتي  على نصة إكس  
“وتنفيذا لأحكام قانون قوات الدعم السريع لسنة 2017، ووفاء بالتزامات قوات الدعم السريع في مفاوضات جنيف، وما سبقها في إعلان جدة واتفاق المنامة، فيما يتعلق بتعزيز حماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وعملا بالأوامر الإدارية السابقة، لقد أصدرت اليوم أمرا إداريا استثنائيا موجها إلى جميع القوات، بما في ذلك قوة حماية المدنيين المشكلة حديثا، والذي تضمن عددا من الالتزامات لتعزيز حماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية”.

وشدد حميدتي في تغريدته على أن الأوامر تلزم جميع القادة على جميع المستويات بالالتزام بتعليمات القيادة، واتباع الأنظمة المستمدة من قانون قوات الدعم السريع وقواعد الاشتباك، بالإضافة إلى احترام قواعد السلوك أثناء القتال وفقا للقانون الدولي الإنساني. وأضاف أن أي انتهاك لهذه الأوامر سيعرض الجناة للمساءلة القانونية.

وتأتي هذه التعليمات في وقت حساس من تاريخ السودان، حيث تشهد البلاد صراعا مستمرا بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني. واشتدت الاشتباكات في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، حيث نزح الملايين من ديارهم.

وتأتي هذه الخطوة أيضا تماشيا مع مخرجات مفاوضات جنيف التي هدفت إلى تعزيز حماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. وتعكس الالتزامات التي تم التوصل إليها في جنيف وإعلانات جدة واتفاق المنامة إجماعا إقليميا ودوليا على ضرورة إنهاء العنف وحماية المدنيين في السودان.

ومن المتوقع أن تواجه هذه الأوامر تحديات كبيرة على الأرض، خاصة مع استمرار الأعمال العدائية بين القوات المتحاربة. قد ينظر إلى هذه التعليمات على أنها محاولة من حميدتي لتحسين الصورة الدولية لقوات الدعم السريع، خاصة في ضوء الانتقادات المتزايدة للانتهاكات التي يرتكبها بعض عناصر قوات الدعم السريع.

في النهاية، يبقى السؤال حول مدى فعالية هذه التعليمات على الأرض، وهل ستحسن بالفعل وضع المدنيين في السودان، أم أنها مجرد خطوة رمزية في صراع طويل الأمد؟