×

حين كنا في أديس أبابا قالت لنا الجبهة الثوريه انها ستنجز السلام خلال اسبوعين ثم شهرا

%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE حين كنا في أديس أبابا قالت لنا الجبهة الثوريه انها ستنجز السلام خلال اسبوعين ثم شهرا



كتب إبراهيم الشيخ على صفحته على الفيسبوك:

حين كنا في أديس أبابا من تسعة أشهر مضت قالت لنا الجبهة
الثورية انهها ستنجز السلام خلال أسبوعين ثم شهرا…. فشهرين

طالبتنا بوقف تعيين مجلس الوزراء والسيادي الي حين أبرام
اتفاق سلام مع المجلس العسكري

رفضنا ذلك بحجة أن السلام عمليه طويله لن تنجز في أسبوعين
أو شهرين وان هياكل الفترة الانتقالية لابد لها من النفاذ لخدمة قضايا الناس وتلبية
احتياجاتهم

بعد لأي جهيد وتدخل الوساطة الموريتانية والأثيوبية ومفوضية
الاتحاد الأفريقي تراجعت الجبهة الثورية عن رغبتها تأجيل كل هياكل الانتقالية الي حين
أبرام اتفاق سلام

ولكنها أفلحت في جوبا وفي غياب قوي الحرية والتغيير من تحقيق
تعطيل تعيين الولاة والتشريعي في خرق دستوري واضح يبطل أي اتفاق وقتما احتكمنا للدستور
حتى لا يقال إن الحرية والتغيير لا ترعي اتفاقا وشيمتهم نقض العهود والمواثيق

يستووا في ذلك مع أباءهم وأجدادهم الأولين

أربع مرات انتهى فيها اجل التفاوض جددنا رغبتنا في التفاوض
وتحقيق السلام… مددنا الآجال وتجاوزنا حتى الوثيقة التي جاء في صدرها أن السلام لابد
له من التحقق خلال ٦ شهور

ها نحن ندخل شهرنا التاسع وتغريدات منى اركو مناوي تقول لنا
أن شيئا لم يتحقق في ملف السلام غير النية في الذهاب للجنائية

١٨ ولاية في السودان يقطنها أكثر من أربعين مليونا بلا حكومات
ولا ولاة مدنيين لثورة شعارها وأشواقها إقامة الدولة المدنية تساقط المئات بسببها وفي
شفاههم الهتاف الحبيب مدنيااااو

طوال الوقت حرصنا على وحدة قوي الثورة وعلى تماسك قوي الحرية
والتغيير وأبدينا حرصا على السلام عن أيمان عميق بقيمته ووعي ساطع بمخاطر الحرب وكلفتها
الإنسانية والاجتماعية قبل الاقتصادية

غضينا الطرف عن تجاوزات الدستور وعن المسارات التي فصلت تفصيلا
وعن اتفاقات أبرمت انتهكت دستورا ووافقنا على منح الجبهة الثورية وكتلة السلام ٣٠
٪ من السلطة ومقاعد التشريعي وقاومنا فكرة الانتخابات المبكرة التي تريد القفز على
مستحقات السلام وتوطين النازحين واللاجئين ولم نمانع في تمديد الفترة الانتقالية نزولا
عند رغبة حركات الكفاح المسلح… كل ذلك بسبب قناعة راسخه بقيمة وأهمية السلام ورغبه
صادقه في إصلاح ما أفسدته أنظمة فاسده وتطلعا صميما لتجاوز الماضي والعبور ببلادنا
الي أفق جديد وتصالح كل مكوناته للالتفات بعدها الي معركة البناء والتعمير التي يستحقها
هؤلاء الذين عانوا من ويلات الحروب

السلام معادلة من طرفين حين يتحول أحد طرفيها الي ابتزاز
الطرف الآخر ويفقد وعيه ومسئوليته الوطنية بذرائع لا تقيم وزنا لأوجاع المتضررين من
الحرب في المناطق المتأثرة بها فالأمر حينها يستدعي مراجعه شامله لماهية السلام المنشود
قضايا ومفاوضين

حركات الكفاح المسلح ممثلة في الجبهة الثورية طرفا أصيلا
في مفاوضات السلام عليها مسئوليه في تحقيق السلام لا تقل عن الوفد الحكومي الذي لم
يمتنع عليها بشيء طلبته

حتى تلكم المسارات شرقا وشمالا ووسطا التي أقحمت إقحاما تواصينا
عليها شراءات للسلام الذي هو استقرار بلادنا وصمام أمانها

حركة العدل والمساواة بلسان تقد كبير مفاوضيها تقول انهها
قد حققت كل ما تريد في التفاوض ولم يتبق ألا القليل بينما تقول حركة تحرير السودان
بلسان قائدها الأول انهها لم تحقق شيئا من جولات التفاوض التي امتدت لثمان شهور غير
أشواق بالذهاب للجنائية

فمن نصدق وهذا الجدل يحدث في جغرافيا واحدة هي مسار دار فور
الذي تتحرك فيه الحركتان وتتفاوض فيه نيابة عن أهله بينما طرف ثالث في ذات المحور ينأ
بنفسه بعيدا عن كل هذا الذي يحدث في مسار دار فور وهو أصيل فيه

هل نرهن مصالح البلاد كلها ونعطل هياكلها ونوقف مشروعاتها
نهضتها وبناءها لعملية السلام فحسب أم نمضي في مسارات شئون الدولة كخطين متوازيين وحين
نبلغ السلام نعيد تكييف السلطة وهياكلها لمقتضيات السلام وما انتهى إليهم الاتفاق الذي
هو ملزم وملتزم به، حتى لو اقتضي الأمر حل كل ما هو قائم والبناء على أعمدة السلام

فماذا يضير الجبهة الثورية أن كان الحاكم الوالي مدنيا متشبعا
بقيم الثورة وحريصا على قيمها وعاملا على تحقيق شعاراتها في الحرية والسلام والعدالة

لماذا ترضى الجبهة الثورية بهذا الوضع المعيب وترفض أي عملية
إحلال وأبدال له بما يحقق كل الذي نادت به الثورة

هل يكون الاهتمام بخلق الوضع المثالي لخدمة الناس تكالبا
ومحض محاصصة تريدها الخرطوم أم أن تعيين الولاة امرأ يتجاوز الخرطوم الي ١٧ عشر ولاية
أخري لا زالوا يعانون الأمرين من بقاء الدولة القديمة كما كانت ومن تعنت اتفاق قضى
من حرمانهم حقا أصيلا منحه لهم الدستور بأمر الثورة

نحن جميعا ندرك أهمية وقيمة السلام ونعلم تشعبات قضاياه وتعلم
الجبهة الثورية أيضا أن الحكومة التي تفاوضها حركات الكفاح المسلح ليست حكومة البشير،
بل هي حكومة الثورة وحمدوك ولجان المقاومة التي تهدد الحركات باجتراح تحالف معها بعد
عزلها من بحرها الحرية والتغيير

طوال سنيين المقاومة السلمية وعبر شهور مواكب الثورة من نوفمبر
٢٠١٨ الي أبريل ٢٠١٩ ظل شعار السلام مطروحا بإلحاح هتف به من بقي حيا ومن رحل شهيدا
وفي فمه…. حرية….. سلام وعدالة….

السلام ليس سلعة تمتلكها حركات الكفاح المسلح لتحدد سعرها
ومواقيت بيعها، بل هي هما وطنيا يعنيننا جميعا ….. صحيح لقد حملت الحركات البندقية
دفاعا عن قضايا عادله ونزرت نفسها لها وقدمت من أجلها التضحيات الجسام… نحن جميعا نؤمن
بما آمنت به الحركات وان اختلفت َوسائلنا لذلك لم نستنكف في التحالف معها والعمل معا
لنصرة قضايا مناطق عانت من التهميش والمظالم التاريخية….. السلام شأن يهم كل مواطن
سوداني يعاني من أثر الحرب وتداعياتها ويعني أكثر ما يعني مواطني المناطق المتأثرة
بالحرب والنازحين واللا جزئين والمشردين بسبب ويلات الحرب

لذلك لابد من تحرير قضية السلام نفسها من الاحتكار واختزالها
عند نفر محدود يكيفها وفقا لمصالح حركته وتقديراته الذاتية

هشاشة الفترة الانتقالية ووجود مركزين للسلطة لا ينبغي لها
أن تلهينا ولا تعمي بصرنا وبصائرنا عن مصالح بلادنا العليا والحفاظ على وحدتها وتماسكها
والانتباه المتبصر لمالات عملية السلام خاصة في الترتيبات الأمنية التي غايتها تكوين
جيش قومي وطني واحد تذوب فيه كل المجموعات الحاملة للسلاح ويستوعب تعدد وتنوع بلادنا
بمعايير دقيقه وموازين مضبوطة رمانتها العدالة

لا تخل بقومتيه بغلبة أثنيه ولا جهويه وفقا لعملية دمج وتسريح
محسوبة بدقه مع توفر الأهلية والكفاءة

قدر الحكومة الراهنة أن تمضي قدما في تحقيق السلام متجاوزه
العقبات والمتاريس وفي ذات الوقت تستكمل هياكل الحكم بتعيين الولاة وتشكيل التشريعي
الذي هو جهاز الرقابة الكفيل بوضع الأمور في نصابها واجتراح التشريعات اللازمة التي
من شأنها أن تقيم ميزان العدالة وتحقيق دولة سيادة حكم القانون واستقلال القضاء وتصحيح
أوضاع كثيره مختله ومعيبه موروثه من النظام السابق

أكثر من محاوله سعت فيها قوي الحرية والتغيير على تجسير المسافة
بينها وحركات الكفاح المسلح أرسلت الوفود وفتحت المعابر، ولكنها جميعا تعثرت

رغم ذلك لم يسد الباب ولا انقطع الأمل حتما هناك في الأفق
المنظور مساحة تجمع بين الاثنين أو الشتيتين للتفاهم والحوار المتبصر بعيدا عن النعوت
المسبقة والاتهامات الجائرة

صراع السلطة لا ينبغي له أن يوسع الشقة والنزاع درجة الانقسام
الذي لن يحقق نصرا لأي طرف قدر ما يفت في عضد الحرية والتغيير ويعصف بوحدتها وسوقنا
مكرهين لانتخابات مبكرة ما كانت ابدأ خيارنا هذا إذ لم ينته بنا النزاع والصراع الي
خيارات مجهولة

لا زلنا جميعا نتحكم في اتجاه الريح التي تكاد تعصف بنا فلا
تنحنوا للعاصفة فتذهب ريحكم

إبراهيم الشيخ

١٤ أبريل ٢٠٢٠

Share this content:

قناة المرصاد

قناة المرصاد هي منصة اخبارية متميزة بدون اي توجهات سياسية او أيدولوجية نقدم لكم جميع الاخبار بدون اي انحياز او توجيه من السودان إلى أقصى بقاع الأرض، نجلب لك الأخبار الموثوقة من مصادرها الأصلية.

إرسال التعليق