إلي أين ستنتهي المشوار؟ هل ستذهب الأمل والطموحات المهمشين في مهاب الرياح؟ هل ستكون جوبا هي نهاية حرب اللعينة أم تكون جوبا كسابقتها من العواصم دول الجوار واللا جوار التي لم تؤتي أكلها؟أم الجهر بالمطالبة حقوق الأرامل والثكالى، الأيتام، الكهول والكهلات، المشردين، النازحين، اللاجئين والضحايا إبادة جماعية هي جزء من النظيرة المؤامرة؟
ألم تسمع أذاننا آنين شعبنا الهالك في معسكرات النزوح واللجوء منذ بداية فتوح دائرة جهنمية في دارفور، وهم يفقدون أبسط المقومات الحياة؟
يوم أمس كم من قتلى وجرحى ونهب الممتلكات عنوتا، والاغتصابات والاختطافات من أشرار البشر دون حسيب آو رقيب على مدار الساعة؟ واليوم بنفس قدر، وغدا ربما تكون أكثر بشاعة.
وآلام يتسألي أين ذهبوا من أدعوا أنهم حملوا السلاح من أجل حمايتنا وحلفوا القسم أن يصونوا كرامتنا وشرفنا؟
والأب يطالبنا بالتوحيد هدفنا ووسائلنا حتى نكونوا سد منيعا أمام عواصف عاتية، وويلات الجنجويد، أباليس الأنس في عرش الله.
وأخت بكت ثم سألت هل غايتي في هذا الكون أن أغتصب من قبل العفاريت والنجوس والمرتزقة حركة إسلامية، يهتكوا عرضي وشرفي؟ ام لي حق حياة كالشعوب العالم؟ لكن لا حياة لمن تنادي، قد أفناهم الدهر.
عذراً لم ولن تبقى لنا حيلة سواء البيانات الذي تصدر من حين الي آخر عبر الوسائط التواصل اجتماعي والمواقع الالكترونية، ولكن قد كنا في غفلة، سهوا آو عمدا، أن شعبنا في السجون لا يملكون انترنت ولا حتى تلفونات كي يقرأوا ما نكتبوا من بيانات الذي لا تتجوز مفعوله حد الإدانة أو الإستنكار، كما أنه لا يسمن ولا يغني من جوع، لان نحن في موضع وهل وضعف أمام مناوئنا، من المعلوم اليوم أن العالم تقوم على المبدأ المؤازرة للقوي، ولم تسمع إلا صوت ذو لكمة قوية كلكمات محمد كلاي.
كنا كفولاذ عندما كنا تحت الهدف ورأي موحد، حينما تفارقنا وتناثرنا كالبذور سمسم قضارف، هبطت قيمتنا كالهبوط جنيه السوداني أمام اصدقائنا قبل اعدائنا، تركنا المبادئ وتماسكنا بالصفا صيف الأمور، تخلينا أن الأهداف الذي كنا نرنو إليه، وأخذنا مشتقاته ومخلفاته، توجهنا سلاحنا في الصدور بعضنا، وقودنا معارك أكثر شراسة ممكن كنا نقود ضد غريمنا في المركز الذي زلت تحاربنا بسياسة فرق تسد، وتحت غطاء الإسلاموعروبي.
إن كان هناك ذرة من الضمير الإنساني تبقى، ونشعر بمعاناة شعبنا اليوم، قد حانا الأوان لمراجعة وغربلة وتمحيص أعملنا ما فعلنا وماذا فاعلون وما سنفعل غدا، لان معركة اليوم إختلفت أن أنفها، ويختلف غدا، ونحن ما زلنا نستخدم نفس السلاح والأسلوب والأفكار التي كنا نقود به المعركة قبل بضع سنين، التي كانت من ممكن تحقيق اهدافنا العليا والأسمى، إذا كنا نستخدم بطريقة مثالية.
لم يكون أمامنا إلا خياران، أن نعيد صياغة الوسائل النضال والكفاح ونجدد أفكارنا ونغير أسلوبنا وطريقة تعامل مع الواقع المثال أمامنا، حتى يتسنى لنا فرصة لتحقيق أهدافنا المرجوة. أو سنزل نتغطرس في بعضنا ونتجادل في صفاصيف الأمور حتى تأخذنا الرياح الي من لا نهواه. حينها سيكبت التاريخ عار في جبينا، تدرس للأجيال إن وجدوا.
إذا تتوفر الإرادة حقيقية قد تستطيع جوبا أن تضع حد للامتيازات التاريخية للنخب الخرطومنيلية، الذين كانوا وراء الآهات والازمات السودانية المفتعلة منذ الأزل، ووضع فلسفة ونظريات جديدة لتأسيس وطن حديث نستطيع العبور من خلاله إلى الضعفة الثانية من الدولة التي تسود فيها الحريات بكافة أشكالها وألوانها المختلفة والمساواة أمام القانون، العدالة الإجتماعية، الرفاهية. وإدارة التنوع العرقي، الثقافي والديني. وتكون المواطنة على وزن واجباته اتجاه الوطن ومستحقاته.
إن هرولة وراء السراب، لم تفض إلا مزيد من المعاناة شعبنا، واعطاء فرصة الذهبية للحالمين دولة نو افارقة ونو غير مسلم لتوسيع دائرتهم الإجرامية الشريرة الذي قد تطال كل إنسان الهامش.
إن تخلص الوطن من قبضة الجلابة لم تكون بالاحتكار والاعتزال قضية الشعب في يد فئة معينة. بل بالتوحيد الهدف، والمشاركة الجميع في حلها، بتفاهم والحوار. إذا تركنا تعمدا من خلفنا ولو فرد سوف ندفع ثمن باهظ في المقابل.
للمقالة باقي
نورالدين كوكى
11/ابريل/2020
اكتشاف المزيد من قناة المرصاد
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد